أطفال لا يتوقفون عن إحداث الفوضى
كلما ضربت الأم الطفل بسبب أفعاله ازداد تمسكا بها وعاد إليها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ضرب الأطفال لن يكون الحل وراء ثنيهم عن شقاوتهم بل محفزا لها
قد لا يتخيل الآباء منا والأمهات أن
فرحته بمولد طفله ستستحيل تعبا وعدم قدرة على السيطرة التربوية عليه بعد
أن يتجاوز السنة من عمره، بسبب كل ما يحدثه من فوضى عارمة في المنزل أو في
الأماكن العامة، أو لدى زيارات الأقارب، والتي قد يتسبب بها في إيذاء نفسه
أو إخوانه إن وجدوا، وربما يصل هذا الأذى لوالديه اللذين سيعيشان تحت ضغط
نفسي بسبب الفوضى والعبثية التي يحدثها ذلك الطفل في المكان.
نماذج
مضحكة ومواقف غريبة يتعرض لها الوالدان خلال بلوغ طفلهما السنة فما فوق من
عمره، لكنها حقيقية وطبيعية، في حين تتطلب طريقة خاصة للتعامل معها بما لا
يشكل كبتا لهذه الطاقة الفطرية التي يمر بها الطفل، وبذات الوقت تقنين
الإيذاء الذي قد يلحق به أو بهما جراء ما يحدثه من فوضى.
حكت فاطمة الحازمي (أم
لطفل) قصتها مع طفلها الفوضوي كنموذج لما يحدثه من عبثية بعد بلوغه السنة
من عمره، تقول"بدأ طفلي بعد تمكنه من المشي في البحث واكتشاف كل ما حوله
بصورة لا يتوقف خلالها أبدا، حتى إن وزنه نقص كثيرا لهذا السبب، مبينة أنه
أضحى يسبب فوضى عارمة في المنزل بإسقاطه الأشياء من أماكنها، وإصراره على
الحصول على كل ما هو بعيد عنه ويلفت نظره، ثم بعد أن كبر قليلا أضحى لا
ينتظرني لأعطيه ما يريد، بل يقوم بسحب كرسي ويصعد عليه لجلب ما يريد.
وتضيف
"لا أنكر أنني عشت في فترة قلق أنا ووالده وضغط نفسي كبير بسبب الخوف
عليه، وعدم استجابته لأوامرنا إياه بالجلوس أو الهدوء، حتى بلغ السادسة من
عمره، ومازال يحدث الفوضى في كل مكان بصورة أصبحت لا أطيق تحملها، لكني
استخدمت الضرب فلم يجد معه بل شعرت بأنه زاد عنادا بعده.
وبينت فوزية عبد الله (أم لخمسة
أطفال) أنها اضطرت لوضع أطفالها الخمسة بألعابهم في غرفة خاصة للعب، اتقاء
للفوضى التي يحدثونها أثناء لعبهم، فيما لم تقتصر هذه العبثية على اللعب
لكن حتى في الأكل يتميز الطفل بالعناد، ويصر على الأكل بنفسه، وهذا مرهق
لي كأم لأنها تتسخ ملابسه ويتسخ المكان، وحتى حين الخروج لدى الأقارب
أصبحت أشعر بالخجل من تصرفات أطفالي لدى الناس فقد ي**رون إناء أو تحفة،
أو قد يضربون طفلا، وهذا ما يجعلني دوما أخرج وحيدة وأدعهم مع الخادمة في
المنزل، كحل لهذه المسألة.
وأضاف علي الأحمري (أب لطفلتين) أن
الفتيات قد يكن أقل عبثية من الأولاد، فيما تظل مرحلة الفوضى الطفولية،
والتخريب والمشاغبة سمة سلوكية لابد أن يعيشها الطفل خلال مرحلة من عمره،
إلا إن كان هادئا بصورة كبيرة فقد يع** إصابته بمرض عضوي أو نفسي، يستدعي
العلاج، لأن الحركة الزائدة طاقة تستوجب تفريغها بهذه السلوكيات
التخريبية.
عن ترويض الطفل الفوضوي يقول بروفيسور طب الأطفال
وحديثي الولادة الدكتور محمد القصادي الشهري "إن الأم قد تعاني من تصرفات
طفلتها ذات السبع سنوات، والتي لا تتورع عن الصراخ في وجوه جميع أفراد
الأسرة، بل وضرب كل من يزعجها من الأطفال، وطباعها تزداد حدة إذا لم تسر
الأمور على هواها وقد تشتكي أم أخرى من طفلها ذي الخمس سنوات الذي قد ملأ
جدران غرفة نومه الأربعة بالخربشات، وكلما ضربته أمه بسبب أفعاله تلك
ازداد تمسكا بها والعودة إليها في غفلة من والدته، وفي معظم النماذج تعيد
الأمهات السبب إلى الإفراط في تدليل الأطفال". وأضاف القصادي "ثبت من
التجربة أنه كلما كان الطفل صغيرا سهلت على والديه معالجته من آثار
التدليل، ومع ذلك فإنه بالإمكان شفاء الطفل المدلل مهما طال أمد تدليله من
خلال القيام ببعض الخطوات التربوية من قبل أهله لمعالجة ذلك، وتبدأ هذه
الخطوات بتصنيف الطفل فقد يكون تأديبه صعبا حقا، وقد يكون مصابا بمشكلة
عاطفية أشد خطورة من ذلك، كأن يسرق ويكذب فحينها يعهد به إلى طبيب نفسي
لعلاجها.
وتتعلق الخطوة الثانية كما يقول الدكتور الشهري
بضرورة الكف عن اعتبار الطفل "وحشا" فهذا القول قد يكون مبعث رضا لبعض
الأطفال فيقول لنفسه"إن أمي تريد أن تعتبرني وحشا فليكن، سأتصرف كما تتصرف
الوحوش"، فيما تتركز الخطوة الثالثة على إخضاع الطفل من قبل الأم لبرنامج
سلوكي معين كمنعه من مشاهدة التلفزيون، أو الركوب على الدراجة أو ممارسة
لعبة كرة القدم، أو بعض العقوبات كإرسال الطفل لغرفة نومه لمدة خمس دقائق
كعقوبة له، ويمكن رفع مدة العقوبة إلى عشر دقائق، ثم إلى عشرين دقيقة، إلى
أن يتلقى الطفل الرسالة، مع التأكد أن ضرب الطفل ليس الطريقة المجدية، ولو
أنه قد يفيد من وقت لآخر، كما أن الصراخ والملاحقة لا يفيدان.
وشدد بروفيسور طب الأطفال على أن الأم قد تتوقع
إقدام طفلها على اختبار صدق تنفيذ العقوبات، وهذا ما يجعل لتنفيذها دورا
حيويا، فإذا لم تتابع الأم بجزم تطبيق ما أقرته، أو إذا تقاعست عن
المتابعة، فإن ذلك يكون معناه ازدياد صراخ الطفل وفوضويته، لافتا إلى أن
الطفل متى أحس أن أمه قد وضعت نظاما جديدا صارما حقا فإن تحديه سيتوقف
م.ق
كلما ضربت الأم الطفل بسبب أفعاله ازداد تمسكا بها وعاد إليها
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
ضرب الأطفال لن يكون الحل وراء ثنيهم عن شقاوتهم بل محفزا لها
قد لا يتخيل الآباء منا والأمهات أن
فرحته بمولد طفله ستستحيل تعبا وعدم قدرة على السيطرة التربوية عليه بعد
أن يتجاوز السنة من عمره، بسبب كل ما يحدثه من فوضى عارمة في المنزل أو في
الأماكن العامة، أو لدى زيارات الأقارب، والتي قد يتسبب بها في إيذاء نفسه
أو إخوانه إن وجدوا، وربما يصل هذا الأذى لوالديه اللذين سيعيشان تحت ضغط
نفسي بسبب الفوضى والعبثية التي يحدثها ذلك الطفل في المكان.
نماذج
مضحكة ومواقف غريبة يتعرض لها الوالدان خلال بلوغ طفلهما السنة فما فوق من
عمره، لكنها حقيقية وطبيعية، في حين تتطلب طريقة خاصة للتعامل معها بما لا
يشكل كبتا لهذه الطاقة الفطرية التي يمر بها الطفل، وبذات الوقت تقنين
الإيذاء الذي قد يلحق به أو بهما جراء ما يحدثه من فوضى.
حكت فاطمة الحازمي (أم
لطفل) قصتها مع طفلها الفوضوي كنموذج لما يحدثه من عبثية بعد بلوغه السنة
من عمره، تقول"بدأ طفلي بعد تمكنه من المشي في البحث واكتشاف كل ما حوله
بصورة لا يتوقف خلالها أبدا، حتى إن وزنه نقص كثيرا لهذا السبب، مبينة أنه
أضحى يسبب فوضى عارمة في المنزل بإسقاطه الأشياء من أماكنها، وإصراره على
الحصول على كل ما هو بعيد عنه ويلفت نظره، ثم بعد أن كبر قليلا أضحى لا
ينتظرني لأعطيه ما يريد، بل يقوم بسحب كرسي ويصعد عليه لجلب ما يريد.
وتضيف
"لا أنكر أنني عشت في فترة قلق أنا ووالده وضغط نفسي كبير بسبب الخوف
عليه، وعدم استجابته لأوامرنا إياه بالجلوس أو الهدوء، حتى بلغ السادسة من
عمره، ومازال يحدث الفوضى في كل مكان بصورة أصبحت لا أطيق تحملها، لكني
استخدمت الضرب فلم يجد معه بل شعرت بأنه زاد عنادا بعده.
وبينت فوزية عبد الله (أم لخمسة
أطفال) أنها اضطرت لوضع أطفالها الخمسة بألعابهم في غرفة خاصة للعب، اتقاء
للفوضى التي يحدثونها أثناء لعبهم، فيما لم تقتصر هذه العبثية على اللعب
لكن حتى في الأكل يتميز الطفل بالعناد، ويصر على الأكل بنفسه، وهذا مرهق
لي كأم لأنها تتسخ ملابسه ويتسخ المكان، وحتى حين الخروج لدى الأقارب
أصبحت أشعر بالخجل من تصرفات أطفالي لدى الناس فقد ي**رون إناء أو تحفة،
أو قد يضربون طفلا، وهذا ما يجعلني دوما أخرج وحيدة وأدعهم مع الخادمة في
المنزل، كحل لهذه المسألة.
وأضاف علي الأحمري (أب لطفلتين) أن
الفتيات قد يكن أقل عبثية من الأولاد، فيما تظل مرحلة الفوضى الطفولية،
والتخريب والمشاغبة سمة سلوكية لابد أن يعيشها الطفل خلال مرحلة من عمره،
إلا إن كان هادئا بصورة كبيرة فقد يع** إصابته بمرض عضوي أو نفسي، يستدعي
العلاج، لأن الحركة الزائدة طاقة تستوجب تفريغها بهذه السلوكيات
التخريبية.
عن ترويض الطفل الفوضوي يقول بروفيسور طب الأطفال
وحديثي الولادة الدكتور محمد القصادي الشهري "إن الأم قد تعاني من تصرفات
طفلتها ذات السبع سنوات، والتي لا تتورع عن الصراخ في وجوه جميع أفراد
الأسرة، بل وضرب كل من يزعجها من الأطفال، وطباعها تزداد حدة إذا لم تسر
الأمور على هواها وقد تشتكي أم أخرى من طفلها ذي الخمس سنوات الذي قد ملأ
جدران غرفة نومه الأربعة بالخربشات، وكلما ضربته أمه بسبب أفعاله تلك
ازداد تمسكا بها والعودة إليها في غفلة من والدته، وفي معظم النماذج تعيد
الأمهات السبب إلى الإفراط في تدليل الأطفال". وأضاف القصادي "ثبت من
التجربة أنه كلما كان الطفل صغيرا سهلت على والديه معالجته من آثار
التدليل، ومع ذلك فإنه بالإمكان شفاء الطفل المدلل مهما طال أمد تدليله من
خلال القيام ببعض الخطوات التربوية من قبل أهله لمعالجة ذلك، وتبدأ هذه
الخطوات بتصنيف الطفل فقد يكون تأديبه صعبا حقا، وقد يكون مصابا بمشكلة
عاطفية أشد خطورة من ذلك، كأن يسرق ويكذب فحينها يعهد به إلى طبيب نفسي
لعلاجها.
وتتعلق الخطوة الثانية كما يقول الدكتور الشهري
بضرورة الكف عن اعتبار الطفل "وحشا" فهذا القول قد يكون مبعث رضا لبعض
الأطفال فيقول لنفسه"إن أمي تريد أن تعتبرني وحشا فليكن، سأتصرف كما تتصرف
الوحوش"، فيما تتركز الخطوة الثالثة على إخضاع الطفل من قبل الأم لبرنامج
سلوكي معين كمنعه من مشاهدة التلفزيون، أو الركوب على الدراجة أو ممارسة
لعبة كرة القدم، أو بعض العقوبات كإرسال الطفل لغرفة نومه لمدة خمس دقائق
كعقوبة له، ويمكن رفع مدة العقوبة إلى عشر دقائق، ثم إلى عشرين دقيقة، إلى
أن يتلقى الطفل الرسالة، مع التأكد أن ضرب الطفل ليس الطريقة المجدية، ولو
أنه قد يفيد من وقت لآخر، كما أن الصراخ والملاحقة لا يفيدان.
وشدد بروفيسور طب الأطفال على أن الأم قد تتوقع
إقدام طفلها على اختبار صدق تنفيذ العقوبات، وهذا ما يجعل لتنفيذها دورا
حيويا، فإذا لم تتابع الأم بجزم تطبيق ما أقرته، أو إذا تقاعست عن
المتابعة، فإن ذلك يكون معناه ازدياد صراخ الطفل وفوضويته، لافتا إلى أن
الطفل متى أحس أن أمه قد وضعت نظاما جديدا صارما حقا فإن تحديه سيتوقف
م.ق