الاصلاح بين الناس منهج نبوي غفلنا عنه
الإختلاف بين الناس أمر وارد يحصل بين الأب وإبنه والأخ وأخيه والجار وجاره والزوج والزوجة والزميل وزميله فالله خلق الناس مختلفين في
أفكارهم وقدراتهم وآرائهم ورغباتهم العامة والخاصة ,ولذلك لايتصور أن يتفقوا دائماً في كل شيئ فالأراء تختلف والمقاصد تختلف أيضاً
ولذلك كان لابد من الإصلاح بين المتخاصمين ورأب ذلك الصدع وقطع سبل الخلاف والنزاع
لللإصلاح بين الناس منزلة عظيمة عدها الله عز وجل من خير الأمور بل الخير منحصر فيها وماشابهها في النفع قال تعالى :
{ لاَخيرَ في كثير من نَجواهُم إلاَّ من أمَـرَ بصدقة أو معرُوف أو إصلاح بين الناس } بل أكّـد سبحانه وتعالى أن الصلح كله خير :{ والصُلح خير }
ولما إختلف الصحابة بعد غزوة بـدر في توزيع الأنفال لامهم الله على ذلك وطالبهم بإصلاح ذات بينهم وقرن ذلك الأمر بالتقوى
قال تعالى : { يسألونك عن الأنفال قُـل الأنفال لله والرسول فأتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم }
فطالب بإصلاح ذات البين : لإن فساد ذات البين هي الحلقة التي تحلق الدين كما جاء في
الأثر كما طالب الله عز وجل المؤمنين بالإصلاح بين إخوانهم عندما يقع بينهم خلاف مهما كان نوعه
وهذا من مقتضى الإخوة الإيمانية أن يسعى المسلمون بالإصلاح
بين إخوانهم إذا وقع بينهم خلاف أو خصام أو تكاره أوتباغض
يقول الله عز وجل : { إنما المؤمنون إخوة فأصلحوا بين أخويكم } .
وهذا أمـر والأمر على إطلاقه للوجوب فدل ذلك على أن من الواجب على كل مسلم ومسلمة عَلِـم خلافـاً بين إخوانه المسلمين
سواء كانوا أقارب له كالأخوة وأبنائهم والأعمام وأبنائهم أو أباعد كالجيران وأهل الحي الذي يسكنه أو سائر الزملاء
فعليه أن يبادر بالإصلاح بينهم ويقدم النية الحسنة وهو بذلك ساعٍ في خير وسائر في طريق خير طالباً رضى الله أولاً
ثم نفع المسلمين ثانياً وكل ذلك من أشرف الأعمال وأعظمها ولقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام إذا سمع خلافاً بين
أصحابه أو أي جماعة من جماعات المسلمين يبادر بنفسه للإصلاح بينهم